JoKeR المدير
عدد المساهمات : 201 نقاط : 28733 تاريخ التسجيل : 24/06/2009 العمر : 31 الموقع : https://alfan.ahladalil.com/
| موضوع: أخي أقبل على قبلة التوجه لمولاك الإثنين يونيو 29, 2009 8:24 am | |
| أخي
أقبل على قبلة التوجه الى مولاك،
وأعرض عن مواصلة غيّك
وهواك وواصل بقية العمر بوظائف الطاعات،
واصبر على ترك عاجل الشهوات،
فالفرار أيها المكلف كل الفرار من مواصلة الجرائم والأوزار،
فالصبر على الطاعة في الدنيا أيسر من الصبر على النار.
يا أسير دنياه، يا عبد هواه، يا موطن الخطايا، ويا مستودع الرزايا، اذكر ما قدّمت يداك، وكن خائفا من سيدك ومولاك أن يطّلع على باطن زللك وجفاك، فيصدك عن بابه، ويبعدك عن جنابة، ويمنعك عن مرافقة أحبابه، فتقع في حضرة الخذلان، وتتقيد بشرك الخسران،
أيها المقيم على الخطايا والعصيان، التارك لما امرك الرحمن، المطيع للغويّ الفتان، الى متى أنت على جرمك مصرّ، ومما يقرّبك الى مولاك تفرّ؟ تطلب من الدنيا ما لا تدركه، وتتقي من الآخرة ما لا تملكه، لا أنت بما قسم الله من الرزق واثق، ولا أنت بما أمرك به لاحق.
يا أخي، الموعظة، والله لا تنفعك، والحوادث لا تردعك. لا الدهر يدعك، ولا داعي الموت يسمعك، كأنك يا مسكين لم تزل حيا موجودا، كأنك لا تعود نسيا مفقودا.
فاز، والله، لمخفون من الأوزار، وسلم المتقون من عذاب النار، وأنت مقيم على كسب الجرائم والأوزار.
يا من رواحله في طلب الدنيا لها اسراع، متى تحل عنها نطاق الأمل، فيكون الانقطاع؟ اذا طلبت الآخرة، تمشي رويدا،
فمتى يكون الانتفاع؟
عجبا كيف تشدّ الرحال في طلب الفاني وفي طريقه قطاع! العمر أما أنة أتلفت شبابه في الخيانة، وكهولته في البطالة، وفي الشيخوخة تبكي ونقول: عمري قد ضاع.
متى أفلح الخائن فيما اشترى أو باع؟ أنت في طلب الدنيا صحيح الجسم، وفي طلب الآخرة بك أوجاع. كم تعرج عن سبل التقوى يا أعرج الهمة، يا من يبقى في القاع. يا من على عمره ليل الغفلة طلع الفجر المشيب بين الأضلاع. رافق رفاق التائبين قبل أن تنقطع مع المنقطعين
{ وما من غائبة في السماء والأرض الا في متاب مبين} النمل 7
يا هذا، كم تتزيّا بزيّ العبّاد والزهّاد وحال قلبك في الغفلة ما حال، الظاهر منك نقيّ، والباطن منك متسخ بطول الآمال. لا تصلح المحبة لمن يميله حب المال، ولولا مكابدة المجاهدة لم يسمم القوم رجال.
يا ميت القلب، وعدك في الدنيا صحيح، وفي الآخرة محال، ان لم تبادر في الشباب، فبادر في الاكتهال، وما بعد شيب الرأس لهو وما أبعد عثرة الشيخ أن تقال. ضيّعت زمان الشباب في الغفلة، وفي الكبر تبكي على التفريط في الأعمال، لو علمت ما أحصي عليك، لكنت من الباكين طول الليال.
يا تائها في الضلال بلا دليل ولا زاد، متى يوقظك منادي الرحيل فترحل عن الأموال والأولاد؟ قل لي: متى تتيقّظ وماضي الشباب لا يعاد، ويحك كيف تقدم على سفر الآخرة بلا زاد ولا راحلة. ستندم اذ حان الرحيل، وأمسيت مريضا تقاد، ومنعت التصرف فيما جمعت، وقطعت الحسرات منك الأكباد، فجاءتك السكرات، ومنع عنك العوّاد، وكفنت في أخصر الثياب، وحملت على الأعواد، وأودعت في ضيق لحد وغربة ما لها من نفاذ، تغدو عليك الحسرات وتروح الى يوم التناد، ثم بعده أهوال كثيرة
، فيا ليتك لمعاينتها لا تعاد.
فاغتنموا بضائع الطاعات، فبضائع المعاصي خاسرة{ كلا بل تحبّون العاجلة وتذرون الآخرة} القيامة 20ـ21.
اخواني، السفر مكتوب علينا، فما لنا أن نطلب الاقامة في جار ليست لنا دار مقامة؟ السنون منازل، والشهور مراحل، والأيام أميال، والأنفاس خطوات، والمعاصي قطاع، والربح الجنة، والخسران النار.
يا من أقعده الحرمان، هذه رفاق التائبين عليك عبور. لا رسالة دمع ولا نفس آسف، وما أراك الا مهجور. هذا نذير الشيب ينذر بالرحلة تهيأ لها منذور. كم أعذار؟ كم كسل؟ كم غفلة؟ ما أجدك يوم الحساب معذور. بيت وصلك خراب، وبيت هجرك معمور. بدر عساك تجبر بالتوبة وتعود مجبور، سجدة واحدة واصل بها السحر وتنجو من الأهوال، { ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدوّ والآصال} الرعد 15.
يا من تحدّثه الآمال،
دع عنك هذه الوساوس،
متى تنتبه لصلاحك أيها الناعس،
متى تطلب الأخرى،
يا من على الدنيا يتنافس.
متى تذكر
وحدتك اذا انفردت عن كل مؤانس،
يا من قلبه قد قسا وجفنه ناعس.
يا راحلا بلا زاد والسفر بعيد، العين جامدة والقلب أقسى من الحديد. تغرق في بحر المعاصي في كل يوم جديد. ما أيقظك الشباب ولا أنذرك الاكتهال، ولا نهاك المشيب، ما أرى صلاحك الا بعيد، فديت أهل العزائم، لقد نالوا من الفضل المزيد، طووا فراش النوم، فلهم بكاء ونهيد، دموعهم تجري على خدودهم، خدّدت في الخدود أي تخديد، ما أنت من أهل المحبة ولا من العشاق يا قليل الهمة يا طريد.
يا هذا، لا يزال التائبون يهربون الى دير الخلوة
هروب الخائف الى دار الأمان،
لهم في سحر الليل تأنس بمدامع الأجفان،
كتب السجود في ألواح جباههم خطوط العرفان،
كم لأقدامهم في الدجى من جولان
وكم لهم في وادي السحر من عيون تجري كالطوفان،
فإذا لاحت أعلام الفجر كبّروا عند مشاهدة العيان،
فديت طراق الدجى، فديت أرباب العزائم.
يا عبد السوء، كم تعصي ونستر، كم تكسر باب نهي ونجبر، كم نستقطر من عينيك دموع الخشية ولا يقطر، كم نطلب وصلك بالطاعة، وأنت تفرّ وتهجر، كم لي عليك من النعم، وأنت بعد لا تشكر. خدعتك الدنيا وأعمال الهوى وأنت لا تسمع ولا تبصر. سخّرت لك الأكوان وأنت تطغى وتكفر، وتطلب الاقامة في الدنيا وهي نظرة لمن يعبر
اخواني، ما هذه السّنة وأنتم منتبهون؟ وما هذه الحيرة وأنتم تنظرون؟ وما هذه الغفلة وأنتم حاضرون؟ وما هذه السكرة وأنتم صاحون؟ وما هذا السكون وأنتم مطالبون؟ وما هذه الاقامة وأنتم راحلون؟ أما آن لهل الرّقدة أن يستيقظوا؟ أما حان لأبناء الغفلة أن يتعظوا؟.
واعلم أن الناس كلهم في هذه الدنيا على سفر، فاعمل لنفسك ما يخلصها يوم البعث من صقر.
آن الرحيل فكن على حذر
ما قد ترى يغني عن الحذر
لا تغترر باليوم أو بغــــد
فلربّ نغور على خطـــــر
بادروا بالتوبة من الذنوب، واقتفوا آثار التوّابين، واسلكوا مسالك الأوّابين، الذين نالوا التوبة والغفران، وأتعبوا أنفسهم في رضا الرحمن، فلو رأيتهم في ظلم الليالي قائمين، ولكتاب ربهم تالين، بنفوس خائفة، وقلوب واجفة، قد وضعوا جباههم على الثرى ورفعوا حوائجهم لمن يرى ولا يرى:
وأنشدوا
ألا قف ببابي عند قرع النوائب
وثق بي تجدني خير خلّ وصاحب
ولا تلتفت غيري فتصبح نادما
ومن يلتفت غيري يعش خائب
: قيّدوا هذه النفوس بزمام، وازجروا، هذه القلوب عن الآثام، واقرؤوا صحف العبر بألسنة الأفهام. يا من أجله خلفه وأمله قدّام، يا مقتحما على الجرائم أيّ اقتحام، انتبهوا يا نوّام، كم ضيّعتم من أعوام، الدنيا كلها منام، وأحلى ما فيها أضغاث أحلام، غير أن عقل الشيخ فيها الغلام، فكل من قهر نفسه فهو الهمام. هذه الغفلة قد تناهت، والمصائب قد تدانت، فانّا لله وإنا اليه راجعون.
يا أخي،
اذا طردك مولاك عن بابه؟
فالى باب من ترجع،
والى أي طريق تذهب،
والى أي جهة تقصد؟
لازم باب مولاك، فلعل وعسى يثمر عودك
ونشتكي الهجران،
لعل
زمان الوصال يعود كما كان. معاشر التائبين:
تعالوا نبكي على الذنوب
فهذا مأتم الحزان،
تعالوا نسكب
المدامع
أخي:
الى متى الصدود عن طاعة المعبود،
والغفلة عن بحر الموت المورود.
فارحم نفسك قبل التلف،
وابك عليها قبل الأسف،
فان السفر بعيد والزاد قليل.
فاعمل للموت قبل الفوات | |
|
بنوته توته ضيف جديد
عدد المساهمات : 22 نقاط : 28154 تاريخ التسجيل : 03/07/2009 الموقع : /
| موضوع: رد: أخي أقبل على قبلة التوجه لمولاك الأحد يوليو 05, 2009 1:38 pm | |
| [b]مشكووووور على الموضوع ويعطيك العافيه
بنوته توته | |
|