ماذا تقول عند الثناء على الله في دعاء القنوت
الشيخ / صالح المغامسي حفظه الله
مسألة مهمة تقع دائما في رمضان
يقول الشيخ صالح المغامسي حفظه الله:
(نأتي إلى مسألة تقع في رمضان سنوياً وهو أن الإمام إذا أثنى على الله مثلا نصلي وراء مشايخنا حفظهم الله الشيخ الحذيفي
وإخوانه من الأئمة يدعون.. (اللهم اهدنا فيمن هديت) إلى أن يقول الإمام (اللهم إنه لا يعز من عاديت ولا يذل من واليت)أو يقول
“ربنا وجهك أكرم الوجوه “أو يثني على الله فيقول من في الحرم سبحانك…وقد قلنا مرارا في هذا المسجد وفي غيره إن هذا القول
لا يوجد أي دليل عليه لأن الثناء على الله نوع من الدعاء وإذا دعا الإمام فإن موقف المأموم واحد من اثنين إما أن يسكت وإما
أن يؤمن ولا يوجد شيء في الدعاء أن يقول الإمام شيئا ويقول المأموم سبحانك لا يوجد في السنة فيما نعلم ولا في القرآن دليل
على أن الإمام إذا قال شيئا يقول المأموم سبحانك. المأموم حاله مع إمامه واحد من اثنين إما أن يؤمن وإما أن يسكت أما قول
سبحانك أو حقا أو نشهد كما يقول بعض إخواننا المصريين فهذا لا يوجد عليه دليل من أدلتنا عموما على أن الدعاء يأتي بمعنى
الثناء هذه الآية فإن الله قال (دعواهم فيها) أي دعاؤهم فيها سبحانك اللهم وهذا ليس فيه طلب ومن السنة كثير منها أنه ثبت
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا عند حلول الكرب بهذه الكلمات (لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش
العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم) وليس في هذه طلب فلا يلزم من الدعاء أن يكون طلبا بل
إن من الطلب أن تثني على الله وأنت أمثل حتى مع العامة. قد تخرج من المسجد وتقابل رجل يشحذ حتى هؤلاء الشحاذين يختلفون
فيأتي إنسان يقول أنا مسكين يريد ريال فيه آخر يقول أعطني ريال فيه آخر أعطني لله لا يسمي فيه آخر يقول لك أنت رجل كريم
أنت طيب ما معنى أنت طيب، أنت كريم، أعطني فالثناء نوع من الدعاء ومما يدل عليه من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم
كما في الترمذي (خير الدعاء دعاء يوم عرفه وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي -الآن يتكلم عن الدعاء
قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) هذا مدح وثناء على الله فسماه
النبي صلى الله عليه وسلم دعاء. الثالث ما ثبت بعدة طرق عند النسائي وعند أحمد أن سعدا بن أبي وقاص رضي الله عنه
مر على عثمان بن عفان فلما مر سلم فلما سلم نظر إليه عثمان وملأ عينيه منه يعني نظر عثمان في سعد وحدق فيه النظر
ولم يرد السلام فذهب سعد إلى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء قال لا لماذا تسأل قال
إنني مررت على عثمان فسلمت عليه فملأ عينيه مني ولم يرد السلام فبعث عمر إلى عثمان واستدعاه وقال له ما منعك أن
ترد السلام على أخيك فقال لم أره فحلف سعد أنه سلم وأن عثمان رءاه وحلف عثمان أنه لم يرى سعدا ولم يدري أن
سعدا سلم عليه طبعا لا يمكن أن يكون أحدهما كاذب فحلف الاثنين ثم تراجع عثمان وقال استغفر الله وأتوب إليه تذكرت
الآن وهذا دليل أنك لا تعجل على الناس قال تذكرت الآن لكنني كنت أفكر في مسألة إذا تذكرتها تصيبني غشاوة قال
إنني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سأدلكم على دعوة وسكت فكمل سعد قال أنا أكمل لك القصة فأراد أن
يقول لنا الدعوة ثم جاء أعرابي فشغله فمضى قبل أن يخبرنا بها فأسرعت وراءه سعد يسرع وراء الرسول صلى الله عليه
وسلم قال فلما أراد أن يدخل الدار يعني البيت فضربت بقدمي على الأرض بقوة حتى أشعره أن أحدا وراءه فلما ضرب
سعد الأرض بقوه التفت صلى الله عليه وسلم قال: مه مه /كلمه للاستفهام تقولها العرب قال أبو إسحاق وهذه كنية
سعد(أبو إسحاق) قال نعم يا رسول الله ثم قال يا رسول الله إنك أردت أن تقول لنا دعوة فجاء الأعرابي فشغلك فقال
نعم دعوة أخي ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ما دعا بها مسلم في كرب إلا استجاب الله له.
موضع الشاهد من القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى قول ذي النون (دعاء) وقد سماه الله من قبل في القرآن دعاء
قال الله تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى) اسماه الله نداء، دعوة ذي النون ماذا فيها
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فليس فيها طلب وإنما فيها ثناء على الله يتحرر من هذا كله من هذه
الشواهد أن قول دعوة (سبحانك اللهم) فيها نوع من المسألة).